Creativity between the originality and
the chaos of tradition...
الإبداع بين منظومة الاصالة وفوضوية التقليد...
الأفكار الإبداعية ليست أفكار علي قارعة الطريق بل هي وليدة جهد وفكر ووقت
لمبدعيها وهي نتاج ابداع شخوص تجمع بين أصالة الأفكار وقيم الإبداع فيما
يتم تقديمه و تناوله والأصالة هنا لا تعني الملكية الابداعية لمبدعيها
فحسب بل أصالة الفكر والابداع دونما تقليد او مشابهة للفكر والتناول
فالأفكار قد تتشابه ولكن تختلف طرق تقديمها وتناولها الإبداعي من مبدع لآخر
بما يمنحها مذاق بطعم مختلف بتوقيع صاحبها ومبدعها دونما تقليد او
مشابهةاواقتباس يصل لحدود جرائم السرقات الأدبية والفنية تحت مسمي
الإبداع لمنتوج فني او ادبي او ثقافي فالاقتباس فيما سلف قد كان قيمته
تتجسد من خلال الاطلاع علي ابداعات الغير ونقلها وأفكارها و قد تجسدت من
خلال حركة التراجم و نقل واقتباس الافكاروالاعمال الابداعية و تمصيرها او
جعلها معاصرة تتناول الواقع الآني فكلاهم قد كان لهم ما يبررهم من
اقتباسات و نقل للثقافة والابداع كتأثر و تأثير مع ذكر المبدعين الأصليين و
إبداعاتهم المقتبس منها والمنقول عنها بالاشارة إلي المصدر المقتبس منه
وقد كان أيضا هناك ما يبرر ذاك النقل و الاقتباس الإبداعي لعدم وجود
البديل فيما مضي والفن والابداع قد كانا كالطفل في مرحلة تعلمه السير
للوهلة الأولي لاكتشاف ملامح الطريق وتعلم السير بمفرده ولكن في وجود
الفن والابداع والمبدعين ووجود الأفكار الابداعية والتي هي ملكا خاص
لمبدعيها فليس من حق احد السطو عليها بدعاوي التشابه او توارد الخواطر او
التشدق بعبارة " الأفكار علي قارعة الطريق" فالأفكار تظل ملكا لمبدعيها و
عندما يقم احد بأقتباس شيء من منتوج ادبي او فني او ثقافي للغير فسيتوجب
عليه ابداعيا وفنيا و اخلاقيا و بما يمليه عليه ضميره المهني والانساني
والامانة بأعادة الحقوق لاصحابها كالإشارة والتنويه والتصريح بهذا
الاقتباس او نقل تلك الأفكار فكيف لمبدع ان يقم بأقتباس عمله الفني
والإبداعي دون الإشارة إليّ مصدره بل احيانا يتم التجاوز فلا يكتفي مثل
هؤلاء بمجرد اقتباس غير مشروع بل الذهاب لما هو ابعد وهو الادعاء بأمتلاكه
وهنا فالجريمة ليست فقط اقتباس غير مشروع بل سرقات ادبية وفنية يغلفها شكل
او مظهر إبداعي عبر تغيير لبعض الملامح لعدم اكتشاف المصدر المقتبس منه
او كشفه بأدعاء ابداع مغاير فالقضية هنا قضية فنية شائكة بما فيها من
اضاعة حقوق الغير الابداعية فمثلما هناك سرقات لاعمال فنية أيا كانت
نوعيتها و تصنيفها وكأن الامر في مجمله لا يدعو للدهشة والعجب و التساؤل
والاتهام و قد ينطلق السؤال ملحا فكيف لمبدع حقا وصدقا ان يقم بأقتباس
اعمال الغير و الادعاء بملكيتها والأمثلة كثيرة و متنوعة علي مدار سنوات
عديدة ولا يزال العرض مستمر وهو ما يعد قضية شائكة يستوجب الإشارة إليها
و تقديمها و تناولها للحد منها والقضاء عليها فالاقتبا س عن اعمال الغير
لحد التطابق الفعلي افلاس فني وإبداعي والادعاء بملكيتها وأصالة
ابداعهاوتقديمها جريمة اخلاقية لا تسقط بالتقادم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق