إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 30 مارس 2021

هناك فارق جوهرى ...

 

                                               Image by www_slon_pics from Pixabay 

هناك فارق جوهرى ...
 
فيما بين أن نعبر عن قناعاتنا وأفكارنا كوجهات نظر قد تتفق أو تختلف مع الآخر أو أن تكن هناك أساءة وتجريح للغير فى غير موضعها فالحالة الأولى تلقى الترحيب من ذوى العقول النابهة والثقافات المتحضرة فى قبول الرأى الآخر أما الحالة الثانية فهى حالة أستعداء للآخر كمحاولات الأستفزاز للحصول على رد فعل معاكس ومغاير لطبيعته الأنسانية وما يدعو للدهشة والغرابة عندما نمنح أنفسنا الحق فى الحكم على الآخرون وتقييمهم من منظور ذاتى كنوعا من التعميم على الجميع سواء كانت أساءات أو أتهامات أو حط من الشأن أو نظرة الأستعلاء على الغير فيجب أن نتوقع ردود الفعل سواء كانت مع أو ضد قناعاتنا وما يدعو للدهشة حقا وصدقاً بأنها ربما تكن فى معناها ومبناها مجرد أفكار عائمة ووجهات نظر غائمة لا تحدد المطلوب على وجه الدقة فليس هناك ثمة قضايا ملحة أو موضوعات يحوم حولها الجدل والنقاش بل هى قناعات أصحابها ووجهة نظرهم أزاء الغير بنظرة تشاؤمية على أطلاقها فقد أعجبتنى مقولتين قد تم تداولهما عبر الصور للمشاركة على الفيسبوك بعنوان" يستفزونك لأخراج أسوء ما فيك ليشيروا إليك بكلمة ..أنظروا " وهناك آخرى بعنوان" شخصيتى هى أنا وأسلوبى هو ما يحدده تعاملك معى" والحقيقة التى لا تقبل الجدل أو النقاش وهى الحرية فى التعبير عن وجهة النظر الذاتية والتى قد تتفق أو تختلف مع قناعات الغير لكن أن تحوى فى ثناياها الأساءة أو التجريح أو الأتهام أو نظرة الأستعلاء على الآخر فكلاهم مرفوض و من يقومون بهذا عليهم بتحمل تبعاته وردود الأفعال والأقوال أزاءهم فليس المطلوب التهليل و المباركة والأشادة والتصفيق عندما يتفوه البعض بكلماته و كأن ما يسطرونه درر مكنونة قد جلبوها ببراعتهم ومهارتهم من عمق المحيط ومسلمات لا يمسسها الباطل من خلف أو أمام فكل القضايا والأراء المطروحة تعد موضع للنقاش والجدل إلا أنه يستوجب منا فى جميع الحالات أن نتمسك بالأحترام والأخلاق و الذوقيات وآدب الحوار هكذا ما يجب أن يكون عندما نتجادل بشأن الفكر والقول وإلا ستغدو ساحات الكلم حلبة نزال يتوالد على آثرها كراهية البعض للبعض الآخروأستعداءه دون ذنب أو جرم مقترف سوى لمجرد طرح أراءه وأفكاره وقناعاته المغايرة لتغدو موضع خلاف مع الآخر والذى ربما قد كان يتوقع رد فعل مغاير آسوة بمن يصفق ويهلل لكلماته فبديهياً أن نختلف و قناعاتنا وأفكارنا قد تتفق أو تختلف مع الآخرون بشأن ما يعرض من قضايا تتعلق بالحياة فى شتى مجالاتها فالعقول والثقافات مختلفة ولكل شخص فكره و قناعاته ووجهات نظره فى الحياة وليس شريطة الأتفاق على الرأى لنغدو أحباء فأحترام الرأى الآخر حتى وإن أختلف مع قناعاتنا ووجهة نظرنا ليس جريمة يعاقب مرتكبها على جرمه بالتعبير عن قناعاته المغايرة وهنا تأتى مقولة "الأختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية" ليتناغم كلا من الفكر والثقافة والمشاعر فى سيمفونية أنسانية تعكس آدب الحوار و قيمته الأخلاقية والأنسانية

ليست هناك تعليقات: